U3F1ZWV6ZTM0ODMzMTk3MjY0OTE2X0ZyZWUyMTk3NTc5Mjg5MTI1Ng==

نيتشه - فيلسوف المطرقة

حياته

- في عام 1844 وفي قرية المانية صغيرة تدعي روكن ولد فريدريش فيلهلم نيتشه الذي سمي هكذا تيمناً بالملك فريدريش فيلهلم الرابع الذي تزامن عيد ميلاده مع مولد نيتشه والذي عين والد نيتشه مسؤلاً عن قرية روكن؛ وعندما اتم نيتشه عامه الخامس توفي والده بسبب مرض في الدماغ وبعدها ب 6 اشهر توفي شقيقه جوزيف وبعدها بفترة قصيرة انتقلت العائلة من روكن إلي ناومبورغ وعاش نيتشه مع امه و جدته وشقيقته الصغري اليزبيث وعمتيه.

- من سن 14 الي 19 سنة التحق نيتشه بمدرسة داخلية تسمي ( شولبفورتا ) استعداداَ للدراسات الجامعية وفي هذه المرحلة قاد نيتشه نادي صغير للموسيقي والادب يسمي ( جيرمانيا ) وبعد خرجة من المدرسة التحق بجامعة ( بون ) في عام 1864 ليدرس اللاهوت و فقه اللغة واهتم نيتشه كثيراً بفقه اللغة وتخصص في تفسير النصوص الكلاسيكية وسرعان ما اثبت نيتشه سمعته الاكاديمية من خلال مقالاته. 
 
- وفي عمر 21 عام استحوذت رؤية شوبنهاور الملحدة والمضطربة للعالم وكذلك مدحه للموسيقي علي فكر نيتشه بعد قرأته لبعض اعماله. 
- وفي سن 23 دخل نيتشه خدمته العسكرية وتعرض الي اصابة خطيرة في الصدر. 
- وفي سن 25 سنة عُين نيتشه كاستاذ جامعي في كلية فقه اللغة الكلاسيكية في جامعة ( بازل ) السويسرية. 
- ان تأثر نيتشه بشوبنهاور ولانج ودراساته في اللغة وشغفه لاثبات نفسه وإحباطه من الثقافة الالمانية في ذلك الوقت  تجمعت كلها في اول كتاب له ( ولادة التراجيديا ) وهو في سن 27 سنة. 
- وفي الفترة 1873 : 1876 كان قد اكمل نيتشه سلسة من اربع دراسات حول الثقافة الالمانية المعاصرة. 
- وقد اقتربت حياه نيتشه الجامعية من الانتهاء كان قد اكمل كتابه ( إنساني مفرط في إنسانيته ) 1878 وهو كتاب يمثل نقطة التحول في اسلوب نيتشه الفلسفي.
- بعدها تدهورت حالة نيتشه الصحية كثيراً فعاني من الصداع النصفي ومشاكل في البصر و القئ مما اضطره الي تقديم استقالته من الجامعة في عام 1879 وعمره 34 سنة.
- في العام 1880 تخلي نيتشه عن الجنسية الالمانية وقضي يتجول مثل الغجر عديم الجنسية بين البلدان.

- في عام 1882 التقي نيتشه البالغ من العمر الان 37 عام بإمراة روسية عمرها 21 عام تدعي ( لو سالومي ) وكانت تدرس الفلسفة واللاهوت في ( زيوريخ ) وكانت لديهم علاقة فكرية نشطة ويبدو ان نيتشه قد وقع في حبها الا ان علاقتهم لم تتطور علي المستوي العاطفي واتخذت منحني نحو الاسوء عندما تركته سالومي وغادرت الي برلين.

- ان هذه السنوات البدوية العصيبة هي التي شهدت معظم كتابات نيتشه فأحذ يكتب الي العام 1889 حيث كتب الفجر - غسق الاصنام - في جينالوجيا الاخلاق - هكذا تكلم زرادشت ... الي اخره) 

فريدريش فيلهلم نيتشه 
- في العام 1889 بينما كان في ( تورينو ) عاني نيتشه من انهيار عقلي جعله غير صالح لبقية حياته عند مشاهدة حصان يتعرض للضرب في ساحة كارلو البرتو فاندفع والقي زراعيه حول عنق الحصان وانهار في الساحة.
- وبعد فترة قصيرة من دخولة المستشفي اعادته امه الي منزلها حيث عاش تحت رعايتها لمدة سبع سنوات وتوفت والدته في 1897 ثم تولت اخته رعايته.

- في العام 1900 توفي نيتشه عن عمر يناهز 56 عام بسبب سكته دماغية.


فلسفته

نقد المنطق و إطلاق العنان للغريزة

- تأثر نيتشه كثيراً بشوبنهاور وخاصة رؤيته بان القوي الغير منطقية هي اساس كل ابداع وهذه القوة تتمثل في الموسيقي فهي في مفهومة انعكاس مباشر لارادة الانسان الغريزية وهي جامحة وغير مقيدة بمنطق وان باقي الفنون هي انعكاس ثانوي لهذه الارادة ويري نيتشه ان افضل تعبير عن التراجيديا الانسانية هي الموسيقي عندما تندمج مع الشعر . 

- درس نيتشه المسرح الاغريقي القديم وتأثر بالتراجيديا الاغريقية  كثيراً وخرج منها بفكرتين محوريتين هما : 
  1. ابولونية - نسبة الي الاله ( ابولو ) في الميثولوجيا الاغريقية وهو اله الشمس والذي يمثل في مفهوم نيتشه المنطق والتجانس والتقدم وهكذا..  
  2. ديونيسوسية - نسبة الي الاله ( ديونيسوس ) اله الخمر والشهوة والمتعة في الميثولوجيا الاغريقية والذي يمثل في مفهوم نيتشه القوى اللامنطقية الغرائزية والشهوانية الجامحة عند الانسان 
- حيث يري نيتشه ان سبب انهيار التراجيديا الاغريقية هو المزج بينهما وتفوق الابولونية مع سقراط وارسطو ومن نادوا بضرورة التفكير المنطقي ويري نيتشه ان هذا غير صحي علي الفكر الانساني.  
- وحصل اختلاف بين نيتشه وشوبنهاور هنا حيث كان اعتقاد شبنهاور ان القوي الديونيوسية تؤدي الي الندم والتشاؤم  وهذا ما عارضه نيتشه بقوة كما اختلف في امور اخري بتطور فكر نيتشة. 

ارادة القوة 

- ترتكز فلسفة نيتشه علي فكرة التجاوز والتغلب علي القيم والعادات والفكر وحتي الانسان ويري نيتشه ان ارادة القوة هي الدافع الاساسي لهذا التجاوز والقوة عند نيتشه لها مظاهر خارجية كالمال والسُلطة ... إلخ ) لكن اهتم نيتشه اكثر بالقوة الداخلية التي تتمثل في ادراكتنا وقيمنا فاراد نيتشه ان يقوم بعملية يمسيها إعادة تقييم كل القيم وتجاوزها والسمو فوقها وركز علي القيم الاخلاقية خاصة بإعتبارها اكبر عائق امام عملية التجاوز والسمو وما ان تتم تلك العملية سيتحقق ما يسمية نيتشه ( الانسان الاعلي -  Übermensch )  حيث اعتبر نيتشه ان الانسان جسر لابد من تجاوزه للوصول الي الانسان الاعلي.

الاخلاق 

- قلنا ان نيتشه يري ان القيم الاخلاقية هي اكبر عائق امام عملية التجاوز لذا بحث نيتشه في اصل الاخلاق وقسم الاخلاق الي نوعين : 
  1. اخلاق السادة : اخلاق الطبقة الارستقراطية والطوائف الحاكمة في الحضارات القديمة
  2. اخلاق العبيد : اخلاق الطبقات الدنيا كالعبيد والمهمشين 
  - يري نيتشه ان اخلاق السادة هي الشكل الاصلي للاخلاق وان اخلاق العبيد ظهرت كرد فعل علي اخلاق السادة حيث وجد نيتشه وجود تحول في مفهوم الجيد والسئ في اخلاق السادة الي مفهوم الخير الشر في اخلاق العبيد بمعني انه ان تكون جيد في اخلاق السادة يعني ان تكون سعيد وان تحظي بمسببات السعادة كالثروة والسُلطة والصحة...إلخ)
وان تكون سئياً في اخلاق السادة يعني ان تكون مثل العبيد الضعفاء و الفقراء المثيرون للشفقة لا الكراهية.

- فحصل التحول في رد فعل العبيد حيث وجد العبيد طريقة للتعايش مع ضعفهم وانكار التفاوت الطبيعي بين الناس عن طريق توليد قيم اخلاقية جديدة تعكس فيها اخلاق السادة لصالح العبيد فاصبح الخير مرادف للتقوي والعفة الصدقة وضبط النفس و اصبح الشر مرادف الدنياوية والغني والقسوة والانانية - فاصبح الرجل الجيد في اخلاق السادة هو الشر في اخلاق العبيد و اصبح الرجل السيئ في اخلاق السادة هو الخير في اخلاق العبيد.
 
- وربط نيتشه بين اخلاق العبيد والاخلاق الدينية ( اليهودية - المسيحية ) حيث يري انها اخلاق سلبية ولدت من الضعف والانهزام وهي مصدر للعدمية لان نيتشه لا يري وجود مقياس مطلق للقيم او وجود قيم مطلقة من الاساس فهو يري ان الاخلاق نسبية وان القوي من ينتزع فضيلته بنفسه.  


- ان بحث نيتشه في اصول الاخلاق ليس بغرض تغير القيم القديمة بقيم جديد لا وانما كانت دعوة الي الشك في الدوافع الخفية وراء الفضائل السائدة فمثلاً إن فضيلة التواضع  ليست الا قناع نخفي وراءه حقيقة انه ليس لدينا شيئاً لنفخر به!
  الكل باطل وكل شئ مباح نيتشه

موت الإله 

 - اعلن نيتشه في كتابه ( هكذا تكلم زرادشت ) ان الاله قد مات ونحن من قتلناه وليس الغرض من هذا تقديم نظرية إلحادية او ميتافيزيقية لا بل لتمهيد فكرة ( الانسان الاعلي -  Übermensch ) ونقد للميتافيزيقا وللاخلاق المسيحية واخلاق العبيد عموماً التي تبث الانهزامية والخضوع وتهمش هذه الحياه للاعتقاد في حياة افضل بعدها وانهم سيروا اسيادهم يعذبون في الجحيم. 

- اراد نيتشه اثبات اهمية هذه الحياة عن طريق نظرية ( العود الابدي ) والتي تتمثل في خطوتين : 
  1. حب المصير 
  2. العود الابدي  
- بمعني حب الحياة بكل ما فيها من سعادة والم بحيث لا ترغب في حياة اخري  وترغب في المزيد والمزيد من هذه الحياة وباعتبار ان الزمان حلقة لا نهائية وليس خطي له بداية ونهاية فسوف تفني ثم تعود ثم تفني ثم تعود .... إلي مالانهاية في هذه الحياة وهذا هو العود الابدي ويري نيتشه ان الاعتقاد بالخلاص او بحياة اخري سيكون مخيب للأمال.

هذا كان نيتشه بإختصار. 


المصادر

تعديل المشاركة
author-img

Hossam Reda

وَمــا لِنَــفـسـي خَـلاصٌ مِـن نَـوائِبِهاَ وَلا لِغَـيـرِي إِلّا الكَـونُ فـي العَدَمِ
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة